شاركت المنظمة في البرنامج التدريبي الذي نظمته الجمعية العالمية للإدارات الانتخابية ( A-WEB ) بعنوان” الإعلام والتثقيف الانتخابي: مساعدة الناخبين على اتخاذ قراراتهم الانتخابية”، والذي عُقد خلال الفترة ما بين ( 25 ) تموز(يوليو) إلى( 4) آب (أغسطس) 2017 في سونغدو بمدينة إنتشون بكوريا الجنوبية وحضره ( 20 ) مشارك يمثلون ( 10 ) إدارات إنتخابية من حول العالم.
وتعتبر هذه المشاركة الأولى للمنظمة في انشطة ( A-WEB ) والتي جاءت تفعيلًا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين في شهر شباط (فبراير) 2017 . تم خلال البرنامج التدريبي التعريف بالتجارب العربية في مجال تثقيف الناخبين وأثرها على زيادة ثقة المواطن بالعملية الانتخابية وتعزيز مشاركة الشباب والمرأة في الانتخابات، حيث قدمت المنظمة في هذا السياق المحاضرات التالية:
المحاضرة الأولى بعنوان:”زيادة مشاركة الشباب في الانتخابات بالدول العربية، قدمها الدكتور شفيق صرصار/ الرئيس الأسبق للمنظمة والهيئة العليا المستقلة للانتخابات(تونس)
بين العرض أن التناقص في نسبة المشاركة في الانتخابات بشكل عام وتحديدًا بين الشباب، تعتبر ظاهرة عامة ذات بُعد عالمي تعاني منها العديد من الديمقراطيات. في ضوء قلة المعلومات المتوفرة حول واقع مشاركة الشباب في الانتخابات على مستوى العالم العربي والتحديات التي تواجهها والتدابير الوقائية والاجرائية المتخذة من قبل الإدارات الانتخابية للتعامل مع ظاهرة عزوف الشباب عن المشاركة، فقد ركز العرض على التدابير المتخذة من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات (تونس) لزيادة شاركة الشباب في الانتخابات، مع التوصية بضرورة ان تقوم المنظمة مستقبلًا بدراسة شاملة لواقع مشاركة الشباب في العالم العربي.
بين العرض أن تعزيز مشاركة الشباب في الانتخابات مسؤولية مشتركة بين العديد من الاطراف السياسية ومؤسسات المجتمع المدني الفاعلة، إلا أن العرض ركز على الإطار القانوني ودور الإدارة الانتخابية، وتمحور حول خمسة محاور استراتيجية لتشجيع المشاركة الفاعلة والنشطة للشباب في الانتخابات وهي:
إستعراض أسباب عزوف الشباب:
إن أسباب عزوف الشباب عن المشاركة السياسية والانتخابية تختلف من بلد الى آخر وفقاً للخلفية الإجتماعية والمستوى الفكري. وعليه فقد قامت الهيئة التونسية بعقد مجموعات تركيز خاصة شملت فئات عمرية مختلفة من الشباب تم من خلالها التعرف على طريقة تفكير الشباب وتشخيص دقيق لأسباب عزوفهم عن المشاركة.اعتبرت نتائج هذه الجلسات أحد مدخلات عملية تحديد الحلول المناسبة للتغلب على هذه المشكلة
فتح قنوات للاتصال مع الشباب:
عملت الهيئة التونسية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني المعنية على التواصل مع الشباب للتغلب على الرفض المنهجي للمشاركة، وذلك من خلال تنظيم مقاهي نقاشية للشباب، عقد ورش عمل وحملات تثقيف إنتخابي تستهدف الشباب، كما ونظمت زيارات لمجموعات من الشباب الفاعل إلى مكاتب اللجنة الانتخابية لإطلاعهم على التدابير المتخذة لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات.
قامت الهيئة ايضاً وبالتعاون مع محطة إذاعة الشباب على تنفيذ برنامج للتربية المدنية هدف الى ترسيخ مفاهيم الديمقراطية والانتخابات، وتدريب الناخبين الشباب على اعتبارهم صانعي القرار السياسي المستقبلي.
إبتكار أساليب جديدة في العمل لاجتذاب الشباب:
استخدمت الهيئة التونسية وسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك، قنوات اليوتيوب والانستغرام وتطبيقات الهاتف الذكية)، وذلك للوصول للشباب وحثهم على المشاركة وإعلامهم بحيثيات وإجراءات مراحل العملية الانتخابية. كما واستخدمت آليات جديد لإيصال الرسائل منها أغاني ومسرحيات سكتشات مرئية باستخدام لغة يفهمها الشباب وتجذب إنتباههم.
عقدت الهيئة بطولات لكرة القدم لتشجيع الشباب على التسجيل للانتخابات، كما أن استخدام التكنولوجيا الجديدة في تسجيل الناخبين أثبت أثرها في تيسير مشاركة الشباب في العملية الانتخابية.
تشجيع مشاركة الشباب في الإدارة الانتخابية:
مشاركة الشباب في إدارة وتنفيذ العملية الانتخابية من خلال إشراكهم في حملات التوعية وعملية تسجيل الناخبين وإدارة مراكز الاقتراع والفرز. حيث أعطت الإدارة التونسية بذلك مثالًا حياً على أن إدارة العملية الانتخابية ليست شأنا مقتصر على فئة عمرية معنية ويمكن للشباب أن يكونوا مشاركين فاعلين في هذا المجال.
تشجيع ترشح الشباب للانتخابات:
خفض القانون الأساسي للانتخابات المحلية في تونس المؤرخ في شباط (فبراير) عام 2017 ، سن الأهلية الى ( 18 ) سنة وفرض وجود الشباب في قوائم المرشحين. حيث نصت شروط تشكيل القوائم الانتخابية على ضرورة أن تشمل كل قائمة انتخابية مرشح لا يزيد عمره عن ( 35 ) عاما ضمن أول ثلاثة مرشحين، كما ونصت على أن تشمل ما تبقى من القائمة على مرشح لا يزيد عمره عن ( 35 ) سنة على التوالي بين كل ستة مرشحين.
في النهاية استنتج العرض:
- إن زيادة مشاركة الشباب أمر حيوي للتنمية الديمقراطية، وأن إرتفاع نسبة الشباب في ديمغرافية سكان العالم العربي تعتبر فرصة سكانية (وليست مشكلة) لتحقيق هذه التنمية واستدامتها.
- ظهور نخبة سياسية من الشباب سيكون بداية التغيير المتوقع في مستوى مشاركة الشباب في الانتخابات.
- ضرورة أن تقوم المنظمة العربية للإدارات الانتخابية مستقبلًا بدارسة شاملة لواقع مشاركة الشباب في العالم العربي، وتوفير المعلومات المقارنة حولها التي تمكن من وضع الحلول للتعامل مع هذه المشكلة.
- ان التدابير المتخذة لزيادة مشاركة الشباب تحتاج للرصد والتطوير المستمر المستند على التقييم.
المحاضرة الثانية بعنوان: “ إعلام الناخبين في العالم العربي: لمعالجة مشكلة انعدام ثقة الناخبين والإقصاء الانتخابي”، والتي قدمها السيد مكسيم صنصور/ خبير الاتصال والتواصل الانتخابي.
هذا ويعتبر البرنامج التدريبي أحد أنشطة ( A-WEB ) لبناء القدرات للإدارات الانتخابية، حيث بدأت الجمعية بتنظيم البرامج التدريبية منذ عام 2014 . وتبنت البرامج كل عام أحد المفاهيم المتعلقة بالانتخابات، حيث تم خلال عام 2016 عقد ستة برامج تدريبية تم التركيز خلالها على تزويد المشاركين بالمعلومات المتعلقة بالتجارب العالمية المختلفة حول كيفية ادخال التكنولوجيا في ادارة العملية الانتخابية وأثر ذلك على تحسين كفاءة وفاعلية تلك العمليات، في حين ركزت الجمعية خلال العام لحالي، على تزويد المشاركين بالمعلومات المتعلقة بآليات وأساليب إعلام وتثقيف الناخبين المستخدمة في مناطق مختلفة من العالم، بما فيها المستخدمة في العالم العربي.